الأمل
كلمة من ثلاثة أحرف أ و م و ل
والعجيب أنها نفس مكونات كلمة ألم أ و ل و م
لم يختلف بينهما سوى ترتيب الأحرف تقدم حرف وتغير حرف فاختلف المعنى
كذلك عندما يكون هناك ألم ولكن مع وجود الأمل
يتحول هذا الألم بالأمل إلى سعادة ورضى بالألم
الأمل هو تعلق بالله
والتعلق بالله
يقودنا إلى الرضى التام باقدار الله
مع يقين تام أن بطيات هذا الألم
منحة ربانية هي أعظم مما نتخيل
واكبر مما نعتقد
لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
فليس هناك شر فيما يحدث لنا من ألم بل هو خير
بل الخير كله
فما من شوكة نشاكها تحدث لنا ألما
إلا وحطت عنا بها خطايا
وغفر لنا بها ذنب
لذا كان الياس كفرا بالله
لأنه لا ييأس من رحمة ربه إلا الضالون والكافرون
أما المؤمن فيعلم أنه بين يدي الغفور الرحيم
الذي يرانا حين نقوم
وتقلبنا في الساجدين
الذين يسمع أنيننا وشكوانا له حتى ولو لم تتكلم به ألسنتنا
فهو سبحانه يعلم السر واخفى
ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
كيف لا يسمعنا وهو يسمع دبيب النملة السوداء في الصخرة الصماء في الليل الحالك
كيف لا وهو سمع المراة التي جاءت النبي صلوات الله وسلامه عليه تجادلها في زوجها
وتشتكي إلى الله الذي سمع تحاورها مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سنوات
في حين ان ام المؤمنين التي كانت في الحجرة التي تليها لم تسمع شكواها ولا مجادلتها
نعم المؤمن يعلم ان ما من ليل الا وسينسلخ منه نهار
وما من ظلمة آلام إلا و سيبددها فجر الأمل
نعم ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل كما قال الشاعر
فبه أي الأمل نبقى احياء
وبموته تموت القلوب
ومن مات أمله انتهى عمره
لذا عش حياتك سعيدا منعما
واجعل البسمة شعارك
والأمل دوما دثارك
واعلم أنك في الدنيا عابر سبيل
نعم هي الحقيقة ما انت في دنياك إلا عابر سبيل استظل تحت ظل شجره ويوشك على ان يرحل
فلم الحزن على دنيا فانية
نعم افرح واسعى ما استطعت الوصول إلى الحياة الخالدة
لأنها هي الحيوان كما قال تعالى
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64
وهذا تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لمعنى كلمة الحيوان الواردة في الآية
فالمعنى أن الآخرة هي الحياة الحقيقية الدائمة الثابتة التي ليس فيها لمن دخل الجنة تنغيص ولا تنكيد ولا خوف ولا حزن وقوله (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) يعني لو كانوا يعلمون الحقيقة ما اشتغلوا بالدنيا التي هي لهو ولعب عن الآخرة التي هي الحيوان . انتهى كلامه رحمه الله