مساء الورد
سنبدأ اليوم الفصل الأول وأتمنى أن تجدوا فيه كل الفائدة
بسم الله نبدأ
كل إنسان خلق وفي جعبته مجموعة من نقاط القوة والضعف, متوزعة في الجسد والطباع والنفس.
وكل إنسان يحتاج إلى ميزان حتى يميز بينها.
والمقصود بالميزان: هو المرجعية التي نعود إليها من أجل معرفة الحق والباطل, وخاصة عند وجود اختلاف في وجهات النظر.
حاول الفلاسفة منذ قديم الزمان البحث عن الميزان الأنسب, فمرة قالوا: إنه العقل, ومرة نسبوه للضمير, ومرة ألصقوه بحكم الأكثرية.
وكان من نتائج هذا التعدد أننا نرى اختلاف تقويم الناس للصفات البشرية من وجهة نظر الحق والباطل حسب الميزان الذي يتبناه الشخص في حكمه على الأشياء.
ومن أجل أن يرتاح الإنسان في حياته الشخصية نرى الواحد منا بحاول أن يحيط نفسه (على مستوى الأسرة والأصدقاء خاصة) بالأفراد الذين يشاركونه الميزان نفسه.
وكي تتوضح الفكرة سنأتي ببعض الأمثلة حتى نرى أهمية هذا الميزان:
❍عندما يقدّم أحد شباب غزة حياته دفاعاً عن بلده, يمكن أن نجد الآراء التالية عند الناس:
إنه شهيد,هنيئاً له, وقد يقام له عرس شهيد.
إرهابي قضى نحبه.
شاب ضيع حياته ليته ترك البلد وهاجر وأنشأ عائلة.
▁ ▂ ▃ نرى هنا تنوع الآراء بتنوع الميزان الذي يرجع إليه كل شخص منهم ▃ ▂ ▁
❍ جاء خاطب لخطبة الابنة الوسطى في أسرة, رفض طلبه, لأن الأخت الكبرى لم تتزوج بعد! (ميزانه كلام الناس والأعراف والتقاليد)
وهناك في حياتنا الكثير من الأمثلة الأخرى التي توضح أن معظم لقرارات التي يتخذها الأفراد والجماعات, إنما تنبع في أساسها من المرجعيات التي يعودون إليها.
يختلف الناس عن بعضهم البعض بحسب الموازين التي يعتمدونها,فمن صور الموازين:
(الشرع وتعليمات الله عز وجل - العادات والتقاليد - القانون - الهوى أو العقل...وغيرها)
واعتماداً على ميزانك تستطيع تحديد نقاط ضعفك وقوتك.
صنف أحدهم هذه النقاط كما يأتي:
نقاط ضعفي: الغيرة الشيديدة - التهرب من المسؤولية - الكسل وعدم الرغبة في العمل.
نقاط قوتي: الصدق - سرعة العفو عن الآخرين والكرم.
إن الطباع ثمرة استعداد شخصي(قد تتدخل فيه عوامل وراثية), يضاف إليه عوامل خارجية مكتسبة تأتي من ظروف المنزل والمدرسة ووسائل الإعلام والتجارب الشخصية.
ولكن الميزة الرئيسية فيها التي لا يدركها كثير من الناس: أنها قابلة للتغيير.
وهذا الاختلاف في الطباع ونقاط القوة والضعف هو الذي يحدد امتحاناتنا في هذه الحياة, فكل واحد منا عليه أن يجتهد في العمل على نحو يكون فيه جهده طوال حياته مبذولاً من أجل تقوية نقاط القوة لديه وإضعاف نقاط الضعف.
والتغيير ليس عملية سهلة, فهو يتطلب جهداً ومشقة وألماً, ولكن الثواب على قدر المشقة, والسعادة على قدر البذل.
ولوضع خطة عما ناجحة في امتحان الحياة يجب عليك:
1- أن تختار ميزاناً عادلاً تجعله مرجعيتك لتمييز الحق من الباطل.
2- أن تضع قائمة مفصلة بما تراه في نفسك من طباعإيجابية وسلبية.
3- أن تستعن بالله و تشمر عن ساعديك, وتبدأ العمل في تحفيز الإيجابي وإضعاف السلبي.
وأخيراً مهمتكم بعد القراءة بتمعن وفهم وانتباه
هي أن تجيبوا عن هذه الأسئلة
ولأي استفسار أو تساؤل يخطر ببالكم لا تتردوا أحبائي ^^
كل الحقوق محفوظة © [2015] [قلب المنتدى♥]