سهرة عائلية / خاص بحكاية صورة
عاد كل فرد من الأفراد الخمسة لأسرة محمود الصغيرة إلى البيت،
فاجتمع الشمل بعد أن كان متفرقاً بسبب مهامّ النهار
التي تتوزع سائر الناس.
ولكن..
هل اجتمع شمل الأسرة حقا؟
ما إن فرغوا من الأكل والشرب وقاموا بالالتحاق بقاعة الجلوس،
حتى انشغل الأب بحاسوبه،
والأم بهاتفها الذكي،
والابن الأكبر بحاسوبه الخاص،
والأوسط بلوحه الإلكتروني،
وأما الأصغر فقد جلس يلاعب نفسه
باستعمال جهاز التلفاز!
ليس هناك من يخاطب الآخر،
ولا هنالك من يسمع إلى غيره.
فلو جلس كلٌّ من أفراد أسرة محمود
الصغيرة
في غرفة مستقلة،
لما اختلف الأمر
ـ بين ذلك الوضع وبين هذا الالتقاء في قاعة الجلوس ـ
في شيء!
أية "رحمة" هاته التي حملتها الوسائل التكنولوجية المتطورة
لحماية "التآلف الحميمي بين أفراد الأسرة"،
ودعمه،
وتقليص الهوّة بين سائر أفراده؟!
سؤال تطرحه الصورة،
وتجيب عنه في نفس الآن!!