تخيّل معي أنك جالس مهموم حزين فذهبت إلى فراشك وبداخلك صوت يصرخ.. تشعر بالشتات تجاه وطنك وكلمات تتردد في أذنك أين نحن؟ كيف كُنا وكيف أصبحنا؟ وأين عروبتي مني الآن..؟! ثم نمت وعقلك في دائرته من التفكير المتضارب لتستيقظ على آذان الفجر وصوت يا ناديك: "يا فلان انهض.. والدك سيعضب منك وسنتأخر هكذا.."
- ماذا؟ إلى أين؟
- إلى أين؟ نحن في طريقنا للقدس.. أنسيت؟
- ماذا القدس؟ كيف هذا ومنذ متى؟
نظر لك صاحب الصوت بدهشة وقال: أكنت في غيبوبة يا صديقي أم ماذا؟
صمتت أنت لوهلة ثم تابعت: وأين لنا بتذاكر السفر؟
- تذاكر السفر؟؟ إنها محطات المترو يا صديق.. لا بد أنك فقدت الذاكرة!!
- هممم اعذرني.. هل تخبرني ما حدث بالتفصيل؟
- هييف حسنا.. نحن ذاهبون للقدس فلقد تحررت فلسطين بعدما اجتمع العرب وقرروا أن تكون الأمة واحدة اسمها "الأمة العربية" وأخذوا جيوشهم وتوجهوا إلى فلسطين وطهروها بل أبادوا سبب دناستها.. ومنذ ذلك الحين والشعب كله يحمل بطاقة مكتوب فيها الجنسية "عربي" والمقاطعة اسم الدولة سابقًا سواء "العراق.. الجزائر.. مصر.. سوريا.. أو غيرهم من بلادنا.." وكل منا يمكنه الذهاب إلى الدولة التي يريد في أي وقت بدون أن تأشيره كما كانت بلدتك قبلاً.. ونحن الآن ذاهبون للثدس في زيارة لأحبابنا هناك ولقبلتنا الأولى.. ستأتي معنا أم ستظل نائمًا؟
فقلت أنت بصوت متهدج: ع.. لى الفـ... ـو... ر
وهبت الرياح فوق رأسك فجأة لتغطي وجهك وتقع على الأرض.. وبعد دقيقة تفتح عينيك لترى نفسك واقع بجانب السرير والمؤذن يقول "الله أكبر الله أكبر..."
.
.
.
نستقي من الردى ولن نكون للعدا كالعبيد...