اليوم موضوعي برعاية مسابقة ⤵
[IMG]
وهاي القصة ⤵
حكاية و عبرة
"رضي الله عنك" " وفقك الله" "جعل رزقك مباركاً" "قلب التراب بين أصابعك ذهباً"
أدعية تنطقها أفواه من يتمنون الخير لنا، فكيف إن نطقت بها أمٌ لابنها في ساعة استجابة؟
هذا ما حصل مع التاجر الدمشقي الذي شد رحاله إلى بلاد الرافدين " العراق" في تحدٍ من أصدقائه.
يحكى أن هناك تاجر دمشقي كان دائماً يتحدى زملائه و يقول لهم :
أنا في حياتي لم أقم بتجارة و خسرت بها و لا مرة واحدة
فضحك أصدقاؤه باستغراب!!
فطلب منهم التاجر التحدي
فقالوا له : إن من سابع المستحيلات أن تبيع تمراً في العراق و تربح
لأن التمر هناك متوفر كتوفر التراب في الصحراء
فقال لهم : لقد قبلت التحدي
فاشترى تمراً (مستورداً من العراق) وانطلق شرقاً إلى عاصمة الخلافة العباسية آنذاك.
و كان الخليفة (الواثق بالله) في ذلك الوقت ذاهباً في نزهة إلى الموصل التي كانت من أجمل المدن في شمال العراق بطبيعتها، فكانت تسمى أم الربيعين لأنها صيفاً و شتاءً كأنها في الربيع .
و كانت ابنته قد أضاعت قلادتها في طريق العودة من الرحلة، فبكت و حزنت عليها. و أمر الخليفة الواثق بالعثور عليها، و أعلن أن من يجد قلادة ابنته له مكافأة عظيمة.
و لما وصل التاجر الدمشقي إلى مشارف بغداد، وجد الناس مثل المجانين منطلقة إلى البر للبحث عن القلادة.
فسألهم ما بالكم ؟
فحكوا له قصتهم .. و قال كبيرهم ... واأسفاه لقد نسينا أن نأخذ زاداً و لا نستطيع العودة خوفاً أن يسبقنا بقية الناس.
فأخذ يضرب كفاً بكف. و قال لهم التاجر الدمشقي : أنا أبيعكم تمراً
فاشتروا منه التمر بأغلى الأسعار
و قال في نفسه: ها أنا فزت بالتحدي
سمع الواثق (الذي كان بالجوار) عن خبر التاجر الدمشقي الذي يبيع تمراً في العراق و يربح، فتعجب من ذلك أشد العجب و طلب مقابلته
فقال له أخبرني عن قصتك.
فقال له : يا مولاي أدام الله عزك إنني لم أخسر في التجارة و لا مرة واحدة
فسأله الواثق عن السبب
فقال له : كنت ولداً فقيراً يتيماً، و كانت أمي معاقة، و كنت أعتني بها منذ الصغر و أعمل و أكسب خبزة عيشي و عيشها منذ أن كنت في الخامسة من عمري
فلمّا بلغت العشرين، كانت أمي مشرفة على الموت، فرفعت يداها داعية أن يوفقني الله و ألا يريني الخسارة في ديني و دنياي أبداً، و أن يزوجني من بيت أكرم أهل العصر، و أن يحول التراب في يدي ذهباً، و بحركة لا إرادية مسك حفنة من التراب و هو يتكلم، فابتسم الواثق من كلامه
و إذا به يشعر بشيء غريب في يده، فمسكه بيده، و نظر إليه فإذا هي قلادة ذهبية، و كانت هي قلادة بنت الواثق.
الحكاية ربما كانت من نسج الراوي، لكن الغاية منها هي العبرة، جعلنا الله من البارين الصالحين.