أهلا بكل متابعيني الكرام جئت لكم
بقصة جديدة من تأليفي + بمساعدة الكنج أيضا *-^
بدون مقدمات الى القصة فلننطلق
أتمنى أن تتسنفروا من الروعة
استمتعوا ^^
غزة – العنقاء الجميلة
مدينةٌ يحتضنها الجمال في كل زاويةٍ من شوارعها وأبنيتها المشعة بنور الأمل والابتسامات التي تزين قسائم وجه سكانها البسطاء.... يزينها بحر أزرق متلألئ القطرات، ونسمات الودِّ والإبداع تتراقص على مروجها الخضراء... مدينة غزة أصل البدايات التي تسطر أجمل الحكايات.
علا طالبة في المرحلة الثانوية – الصف العاشر في مدرسة الزهراء ، وهي طالبة مجتهدة ومبدعة ومحبوبة من قبل الجميع ، كان آخر لقاء لها عبر تطبيق (الجوجل ميت ) ؛ بسبب جائحة كورونا هي حصة اللغة العربية ، وقد أخبرتهم المعلمة أن يكتبوا تقريرا عن أسطورة من الأساطير القديمة ، وسيتم احتسابه كعلامة للاختبار النهائي للمادة ، بحثت علا عبر الانترنت عن الأساطير القديمة ، فوجدت العديد من الأساطير ، فوقعت في حيرة من أمرها ، ولم تستطع اختيار واحدة ، ثم حاولت تضييق نطاق البحث في الانترنت ، والبحث عن أشهر الأساطير العربية القديمة ، فظهرت لها قائمة من الأساطير ، وبينما كانت تبحث بشغف في تاريخ كل أسطورة ، و تنتقل من صفحة إلكترونية إلى أخرى داهمها التعب ، ولم تنجز بالبحث إلا القليل ، فغالبها النعاس ، فغفت على مكتبها ، وشاهدت حلم عجيب وجدت نفسها في منطقة الساحة في غزة بالقرب من تمثال العنقاء ، ولا أحد حولها فقط هي وتمثال العنقاء ، ففرحت بأنه يمكنها أن تختار موضوعاً لتقريرها مخترقةً حاجز كورونا ، فتساءلت في نفسها " يا ترى ماذا تكون قصة هذا التمثال ؟ يبدو بأنه طائر استثنائي " ، وحينما كانت تنظر للطائر بعمق ، فجأة تغير المحيط حولها ، ولتجد نفسها بأنها فى بستان مليء بالأشجار الطبيعية والأزهار مغمىً عليها ، فوجدت طائر جميل فيه من كل لون ، فسألته : من تكون أيها الطائر الجميل ، فلم يجبها ، وأشار لها بأن تصعد عليه ، فركبته ،وحلَّق بها ، فشاهدت ألوان السماء الرائعة ، ولم تصدق بأن ما تقرئه في الروايات والقصص الخرافية تعيشه الآن ،ثم هبط الطائر الجميل إلى ذاك البستان الذي كانت به سابقاً ، فنظرت إليه وقالت : هل أنت طائر العنقاء الأسطوري ؟ ، فحينما كان سيهم بالإجابة جاءت جماعة من أشخاص يحملون مشاعل بها نار ، فاقتربوا من الفتاة ، وكانوا سيحرقونها ؛ لأنها غريبة ، فظنوها من القبائل المعادية ،وكانوا سيضعون هذا الطائر على لائحة طعام الغداء إن لم يجدوا منه مقاومة، وإن وجدوا مقاومة فسيضطرون إلى حرقه ، فحاولت الفتاة أن تحمي نفسها ببعض ما تعلمته من الكاراتيه ،فتسلل شخص من تلك الجماعة من خلفها من دون أن تراه ، فقام برمي مشعله الذي يحمل النار على الفتاة لينقذها الطائر الجميل ،ويضحي بنفسه ،ومع ذلك مازالت عينا الطائر تبتسم ، وعينا الفتاة تنهمر كشلال من الدموع ، فلم تستلم ، وقررت أن تنتقم له ، وخيَّم الصمت لدقائق معدودة ، وظن َّ الجميع بأن الطائر قد مات بعد أن أصبح رماداً من نيرانهم ،وهكذا خُيِّل لهم ليظهر ضوء ذهبي ساطع قد أعمى أبصارهم وبصيرتهم ، وليخرج من ذاك الرماد طائر أقوى من السابق ، فهرب الغرباء مما رأته أعينهم ،وطار الطائر بعيداً ، والفتاة تناديه ولم تجد إجابة ، فسمعت صوتاً في داخلها يقول : لا تيأسِ من رحمة الله ، فسيعطيكِ الله حتى يرضيكِ ، فاستيقظت صباحاً ، والابتسامة تزين قسائم وجهها ، ثم ذهبت إلى أبيها ، وأخبرته عما شاهدته في حلمها حتى تتأكد من هوية ذاك الطائر الجميل ، ، فابتسم والدها وقال : إن ما شاهدتهِ في حلمك كما فهمت منك بأنُّ التمثال الذي حلمتِ به هو لطائر العنقاء ، وهي أسطورة تمسك بها شعب غزة ، وأقاموا له تمثالاً في منطقة الساحة كما ذكرتِ في حلمك ، فدهشت مما سمعت رغم أنها دائماً ما تمر من جانبه ، ولم يدور في بالها عن سبب تنصيب ذاك التمثال هناك ، ثم سألت علا والدها عن سبب تمسك شعبها بها ، فأجابها : لأن العنقاء حينما تموت في النار وتتحول إلى رماد ، فإنها تولد من هذا الرماد من جديد ، و غزة كطائر العنقاء الذي ينهض من رماد النيران التي تحرقه مرة بعد مرة لتغدو أقوى وأقوى ،وترمز هذه الأسطورة الى عدم الاستسلام والأمل وتجدد الحلم ،فارتسمت ملامح الفجأة على قسائم وجه علا للمرة الثانية من هذه المعلومات ،وعزمت على استخدام هذه الأسطورة عنواناً لتقريرها ، ووضعت عنوانه ( غزة- العنقاء الجميلة ) ، فكما ألهمها الله وأنار طريقها ستنير الحرية أبوابكِ يا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين ، فاستخدمت طريقة السرد القصصي في تقريرها ، ومرت الساعات إلى أن جاء موعد تسليم التقرير، فسلمته على الوقت المحدد بدون تأخير بتوفيق من الله ، وإصرار على تحقيق الحلم .
وفي صباح اليوم التالي لتسليم الاختبار قامت المعلمة برؤية كافة التقارير، ولفت نظرها تقرير الطالبة علا، فانتبهت على أنها لم تستخدم الأسلوب المتبع بكتابة التقارير، ومما زاد اعجابها أنها كتبت بطريقة الكتَّاب المحترفين رغم صغر سنها ، فقامت بالاتصال عليها لتجيب عن أسئلتها ، فأجابتها : أنها تعلمت هذا الأسلوب من قراءتها للقصص والروايات ، فردت عليها المعلمة قائلةً : هل حاولتِ المشاركة بمسابقات لكتابة القصص القصيرة ؟ ، فأجابتها : كنت أشارك بمسابقات في مدرستي الابتدائية ، و كنت أخسر دوماً لسبب ما أجهله ، فقالت لها المعلمة : في كل سطر من كتابتك وجدت بها ابداع يشدني ؛ لأن أكمل القراءة بتمعن ، لديك موهبة جميلة وساحرة لا تهمليها ، وحاولي أن تبحثي عن مسابقات لتشاركي بها ؛ لتنمي موهبتك ، فقالت لها علا : سأحاول بإذن الله ، ثم أخبرتها المعلمة : هل لديك حلم تودين تحقيقه ؟ ، فأجابتها : لدي حلم وهو أن أكتب رواية عربية تسمى (غزة - العنقاء الجميلة) ، والتي تطمح إلى إيصال معاناة وطني بالصورة الصحيحة إلى العالم ، ولكن أرى بأن محاولاتي ستبوء بالفشل ؛ لعدم وجود أية اهتمام بهذا الجانب في أغلب المسابقات التي وجدتها على الانترنت ، ولذلك سأقوم بنشر روايتي بنفسي بإذن الله ، فقالت لها المعلمة : ابقي دوماً هكذا قوية ، و لا تستسلمي يا عزيزتي ، فبالمثابرة والجد يتحقق كل ما هو مستحيل ، وسيرى حلمك النور قريبا بإذن الله ،وربي إنك أنتِ هي العنقاء الجميلة ، ففرحت الفتاة جداً ،وشكرت معلمتها على دعمها وكلماتها الطيبة.
وبعدما أنهت المعلمة المكالمة مع علا اتصلت على مديرة المدرسة ، وأخبرتها بموهبة الطالبة علا ، وعن حلمها ، فقالت لها المديرة : هذا شرف لنا أن تحتضن مدرستنا موهبة ذهبية مثلها ، ثم سألت المعلمة قائلة : هل لديك أي شيء مما تكتبه تلك الفتاة ؟ ، فأجابتها المعلمة : نعم لدي فقد كتبت تقرير بأسلوب قصصي ممتع ، ولا يمكنك أن تفرقي بين كتابتها الأدبية وبين الكتُّاب المحترفين ، فأعجبت المديرة بكلامها ، ثم أخبرتها عن مسابقة قد شارك فيها ابنها تسمى تلك القصص ، ومازال موعد المسابقة مفتوح لذا ما رأيك أن نسجلها بالمسابقة ونجعلها مفاجأةً لها ؟ ، فردت المعلمة قائلةً : نعم الرأي ، فلتباشري بالأمر سيدتي على بركة الله ، وهكذا تمت مشاركة علا في مسابقة عالمية بدون أن تعلم ، وباستخدام تقريرها المدرسي المميز .
وبعد مرور ثلاثة أشهر من تلك المكالمة جاء اتصال لعلا من مدير مسابقة تلك القصص التي قامت مديرة مدرستها بمشاركتها بها ، وأخبرها بأن قصتها المميزة التي يتخللها الإبداع في كل سطر منها قد فاز بالمسابقة، وقال لها: أحسنتِ بكتابة قصتك التي تحكي عن قضية شعبك بطريقة غير مباشرة كقصص شهرزاد، وأخبرها بأن لها مستقبل لامع في هذا المجال، فتفاجأت علا مما سمعت ، وشكرت المدير لكلامه الطيب ، ثم اتصلت على معلمتها ، وأخبرتها بأنها فازت في مسابقة لم تشارك بها ، فسألتها المعلمة : ما اسم تلك المسابقة ، فأجابتها : مدير تلك المسابقة أخبرني بأنها مسابقة تلك القصص ، فهل تعلمين شيئاً عنها يا معلمتي ، فردت عليها المعلمة : هذه المسابقة قد قامت مديرة مدرستك بمشاركتك بها كمكافأة لكِ على إبداعك ، ففرحت علا جداً ، ثم ذهبت لتخبر عائلتها ، ولتشكر الله على رحمته الواسعة ، ومع إصرارها لتحقيق الحلم ستصبح علا كاتبة مشهورة بالمستقبل .
-------------------------------------------------------------
وها قد انتهت قصتنا القصيرة والجديدة
لا تنسوا الصلاة على الحبيب المصطفى - عليه أفضل الصلوات والسلام -
انتظرونا في مفاجآت جديدة لترسم الابتسامات على قسائم وجوهكم باذن الله