-
وعندما سألته لتعبئة استبيان ما
- كيف حالك مع صلاة الفجر؟!
= لم أتركها منذ عشر سنوات، أي مذ كنت بعمر السابعة، فالفضل يعود لأمي التي كانت توقظني كل يوم لأدائها، رغم تكاسلي الدائم عن الاستيقاظ لها، أذكر يومًا وفي مثل هذه الأجواء الباردة جدًا، رفضتُ القيام لأدائها بسبب هتك الصداع لمفاصلي، إلا أنها بللت شعري بالماء البارد مراتٍ عديدة، وهمست وهي تبكي: " تالله إن قلبي يتفطّر خوفًا أن تُحرق بنار جهنم لتركك لها "، وبعدها أكمل مبتسمًا: " أتعلم يا أخ أحمد أن أمي ليست كباقي الآمهات، فهي لا تقيس النجاح من باب تفوقك بالعلم الدنيوي أبدًا، بل من باب التقوى، مثلًا الصلاة وقراءة القرآن عندها قبل الدراسة، تقول إن التزمت بالدين ستصعد سلم الحياة نجاحًا، صدقًا لولاها لما رأيتني هنا الآن ".
تالله إن هذه الأمهات هي التي تصنع القادة، فما ضرّ جميع الأمهات لو فعلن هكذا؟! ألن يتغير حال الأمة، وتقوى شوكتها، ويكون النصر حليفها، هدانا الله جميعًا إلى سبيل الحقِّ واتباعه.
#مما_في_الذاكرة