في الكثير من الأوقات والمواد الدراسية نجد أن أحد الأبيات الشعرية التي قالها المتنبي تتردد باستمرار، وهو " الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ "، ولكن العديد ممن يسمعونه لا يدركون أن هذا البيت كان السبب وراء مقتله، إذ حينما كان المتنبي في طريقه للعودة إلى الكوفة بصحبة ابنه -محسد-، قابل عدد من قطاع الطرق، والذين تربصوا به هم ورئيسهم -فاتك ابن أبي جهل الأسدي-، الذي قام المتنبي بهجاء ابن اخته ضبه في والدته بالخطأ، وهذا ما جعل الأسدي يقرر الانتقام منه، فأخذ رجاله وانتظر المتنبي في الطريق، وفور أن مر المتنبي بهم قام بمهاجمته وقتل ابنه، وعندما حاول المتنبي الهروب، قال له غلامه مفلح: كيف تهرب وأنت من قلت: " الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم "، فقال له المتنبي: " لقد قتلتني قتلك الله "، ثم عاد المتنبي للقتال مرة أخرى إلى أن تم قتله.

ولهذا قد اشتهر هذا البيت كثيرًا بين الأشخاص بأنه البيت الذي تسبب في قتل صاحبه، إذ أن المتنبي نتيجة لكثرة اعتزازه بذاته وتكبره قام بقول ذلك البيت في شخصه، وعندما فكر في الهرب ذكره الغلام بقوله، فانتظر المتنبي ولم يهرب وينجو بروحه نتيجة تعاليه، لأنه خشى أن يراه الناس ضعيفًا، ومات المتنبي إلا أن شعره لم يمت معه بل ما زال يترأس الأدب العربي.