وقصة فتنة المال تحكيها قصة صاحب الجنتين الذي كان يسير مع صاحبه وكان الصديقان من الأغنياء ولكن كان أحدهما مؤمن ينفق ماله في مرضاة الله والثاني كافر اغتر بالمال الوفير وبجمال جنته فنسي أنها من رزق الله له وقال فيها ما قال من كلام كفر بأنعم الله عليه وأن جنته من رضا الله عنه وأنها باقية لا تزول لما رأى من خيرها ومن الأنهار التي تجري خلالها ومن ثمارها فلما دخل جنته وهو ظالم لنفسه بكفرها رأى عظة الله له فأصبحت جنته خاوية على عروشها حتى أنه أصبح يقلب كفيه على ما أنفقه عليها لتصبح على حالها ليعلم أن كل خير هو فيه من فضل الله لا من فضله وعليه أن يفتقر لله ويرد الخير إليه.

ومنه نستنتج أن :

المال هو من أشد الفتن على الأنسان إن لم يكن هو أشدها على الإطلاق لأن المال كما وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم هو اكثر ما يحبه الإنسان وهي زينة الحياة الدنيا لذا فإن فتنة المال فتنة عظيمة قد يفتن بها غني وفقير لا فرق بينهم فقد يفتن الغني بغناه كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف أن صاحب المال فتن بجناته للدرجة التي جعلته يرى أن ما هو فيه من نعم الله هو أمر مستحق له ولا يمكن أن يزول، وأيضًا قد تكون فتنة للفقير الذي قد يفتن بغنى غيره كما قال الضعفاء عن مال قارون، وفي سورة الكهف بيان لفتنة المال وعاقبة من يفتن بها وأن على المؤمن أن يعلم أن ما أتاه الله من خير ومال فهو من عند الله وليس دليلا على رضا الله عن هذا العبد وإلا لما رزق الله العصاة والكفار.