فيعلق على هذه تارة بالتنويه و تارة بالانتقاد فقد سمعه غانم يقول لزميله احمد :احسنت خطك واضح و فكرتك جميلة و بعد ذلك انقبضت ملامح الاستاذ عندما راى ورقة سمير و قال:ما هذا؟ هذه الورقة متسخة يجب ان تعيد كتابتها تقدم غانم بخجل و اعطى استاذه الورقة انبهر الاستاذ بالقصة و سقطت الدموع من عينيه و قال: فكرة جميلة يا غانم .كان غانم سعيدا جدا و منذ هذا الوقت بدا يفكر في الجائزة فاسرع الى غرفة المعيشة و خيل اليه انه يقفز فرحا و امه في المشفى تتعالج و بعد ذلك اقام حفلة كبيرة حضرها الزملاءو الاصدقاء و الاقارب و عادت الابتسامة لوجه امه الحنون و فرح الجميع و ...لكن شتان ما بين الخيال و الواقع فليس كل ما نريده يحدث و ليس كل ما نبتغيه يتحقق و بالفعل مضت الاسابيع كلمح البصر و غانم ينتظر .....
مرت الايام و وصل موعد النتائج الذي سيعرض على الساحة العامة تجمهر الناس في الساحة و كلهم فضول و شوق لمعرفة من هذا القصاص الصغير الذي سيحظي بالجائزة ابتسم الاب في وجه غانم و قال :انت تستحقها .و فجاة و و بعد حديث طويل قال المشرف على المسابقة و الفائز في المسابقة هو:......
بدا الوجل يكتنف قلوب المشاركين و غانم كانت مشاعره مختلطة :الشفقة على امه-الامل في النجاح-استحقاقه للجائزة .نطق المشرف و قال: انه يبدا بحرف الغين.رفع الاب ابنه و قال:ها هو ها هو .لكن الناس لم تقترب بل ظلت تترقب ثم قال المشرف :الفائز هو غسان الطفل الذي عمره 15 سنة احسنت ايها القصاص .تقدم غسان وسط تصفيقات الجمهور .كان الجميع سعيدا و تحلق حوله الناس اما عانم فنزل عن ظهر ابيه و جرى بافصى سرعته كان حلمه يتبدد و دموعه في عينيه .صورة غسان تبدو له في كل مكان
و في النهاية رجع غانم الى بيته بدا يبكي يقول:لا استطيع انقاذ امي و بعد اسابيع وقع ما لم يكن احد يتوقعه و قع ما كان الجميع يخشاه ماتت الام في صبيحة يوم شتاء و كان المكان مظلما .النور باهت ،الام اختفت،الاخوات حزينات ،الاب كانه من خشب و غانم حزين .ترك وجبة الفطور و رفض تناول الغذاء كانت صورة انه من تاسر عقله و قلبه .لا يستطيع ان يمضي يوم دون ان يفكر فيها .من كان يمسح دموعه بعد العودة من المدرسة اذا ضربه الاستاذ؟ من كان يصفه باحلى الاوصاف؟ من كان يقص عليه قصة جميلة قبل النوم؟ من كان يسهر عند مرضه؟ اليست هي اليست هي امه اللطيفة الحنون الرؤوم ؟ اليست هي جوهرة ابنائها و محط اهتمامهم؟ اليست هي البسمة التي اختفت و خلفت الاحزان؟ بلى انها هي و الان عزم غانم على بناء مستقبله .لن يتوقف عند موت امه بل سيواصل لانه الطفل المكافح!
و اخيرا انهيت القصة و شكرا لاختي فهي التي اقترحت على كتابتها في المنتدى و كنت قد كتبت هذه القصة في دفتر قديم و فوجئت بان وجدته يوم الاحد و وجدت هذه القصة بداخله
دمتم في امان الله
العبرة من القصة هي ان الاقدار بيد الله فام غانم مقدر لها ان تتوفى ان عاجلا ام آجلا اضف الى ذلك ان الانسان يجب ان يرضى بقضاء الله و ان لا يقف عند المآسي بل ان يتجاوزها بالصبر و الكفاح فالبكاء لن يجدي نفعا