إن الدعاء في الثلث الأخير من الليل مستجاب ولقد ورد في هذا الشأن أحاديث كثيرة.

ف عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ "

والمقصود بالسؤال هنا هو طلب النفع، والاستغفار يطلب عند رجاء دفع الشر عن الشخص، وذلك بالتخلص من ذنوبه وسيئاته عن طريق الاستغفار، وهذا من باب
عطف الله وكرمه على عباده، بأن أتاح لهم الاستغفار حتى يستطيعوا التخلص من ذنوبهم والتوبة منها.

ولقد قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " فذكر أولا لفظ الدعاء، ثم ذكر السؤال والاستغفار، والمستغفر سائل، كما أن السائل داعٍ؛ لكن ذكر السائل لدفع الشر، بعد السائل الطالب للخير، وذكرهما جميعا بعد ذكر الداعي الذي يتناولهما وغيرهما، فهو من باب عطف الخاص على العام "