السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف الحال ابطال المنتدى؟ انتم بخير؟ دراستكم بخير؟
مضى وقت انقطعت فيه عن نشر المواضيع بسبب كثرة الاعمال وتنقلي وسفري من هنا وهناك، لكن سوف اعود الى وتيرتي المعتادة قريبا بإذن الله.
يؤسفني ان ارى المنتدى خاملا من جديد، لكن اعلم ان الاغلبية تحضر وتراقب فقط ولا تنشر ولكنهم يبحثون عن مواضيع في المستوى للمشاركة، لذلك احببت ان نتناقش في موضوع مهم بل فائق الأهمية وهو "أهمية المشاركة والمساعدة".
ما اقصده بأهمية المشاركة والمساعدة هو ان تحبّ لأخاك ما تحبه لنفسك، وكلنا نعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".
قضية ايمان يا أحبابي، وقد قرنه صلى الله عليه وسلم بحبك لاخيك ما تحبه لنفسك وهو لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه.
فان كنت تحب ان تنجح وتتفوق، فاحب ذلك لاخيك ايضا واعنه ان كنت قادرا على الاعانة، واوجه كلامي بالضبط الى الطلبة و التلاميذ واشجعهم على حب المشاركة واعانة الغير، لا تكتم العلم مخافة ان يتفوقوا عليك فالتفوق رزق من الله والله يرزق من يشاء بغير حساب، فانت مهمتك ان تعين وتشارك وتحب لاخيك ما تحبه لنفسك لاجل الله لانه من طلب ذلك.
ثم انّي اذكرك بحديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " مَن كتمَ علمًا ألجمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ "، فهل انت قادر على تحمّل هذا؟
ثم انّي اذكرك بحديث اخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"، الا تريد ان يكون من خلق السماوات والأرض وما بينهما في حاجتك؟.
أصبح في مجتمعنا من يكتم العلم و يحتكر المعلومة هو الذكي والحادق، بل ان البعض يلجأ الى الكذب ليوهمك انه لا يعرف شيئا عافانا الله واياكم، وهذه التصرفات غير محمودة ولا تصدر من عاقل ابدا.
وقس على ذلك كل في مجاله وكل حسب سلطته، فبعض الاستاذة لا يعينون الطلبة ولا يدرسونهم كما ينبغي، وبعض التجار لا يبيعون السلع الا لفلان وعلان ...الخ.
فأنتم يا ابطال و انتم الجيل القادم بإذن الله، لا تتصرفوا بهذه الطريقة واحبوا لاخوانكم ما تحبونه لانفسكم، وشاركوا و اعينوا والله في عونكم بإذن الله تعالى الواحد الاحد.
وتذكر انّ الرزق بيد الله وليس بيد الخلقوما كان لك لن يأخذه غيرك باذن الله، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ "، فكل شيء مبني على الاعتقاد والتوحيد السليم، فمن كان توحيده سليما خالصا لله ادرك هذه الامور.
ثم قبل ان اختم احببت ان اذكر ملاحظة اخرى حول "التكبّر"، فانت ان اردت نصح شخص ما يكبرك فالأغلبية الا من رحم الله تراه يتكبر ويقول " من انت لتنصحني؟ صغير مثلك ينصحني !" وهذا فعلا ما نراه في المجتمعات العربية الا من رحم الله.
ان تتعلم من شخص يصغرك او ان تستمع الى نصيحة حقّ منه لا ينقص منك شيئا بل هو تنبيه لك او اضافة وفائدة لك، فقد كان العلامة والشيخ الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته يذهب الى من يصغره سنا من المشايخ المتميزين و يتعلم منهم، فهذا الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى من كبار العلماء الذين حفظوا وألفوا و افتوا وتركوا بصمتهم في التاريخ الاسلامي من تغيير ايجابي، وهذا مثال واحد من العديد من الامثلة، فمن نحن حتى نتكبر؟.
انا انصح نفسي اولا واياكم بالمطالعة، بقراءة الكتب الاسلامية للعلماء الكبار وقراءة السيرة النبوية خاصة والتاريخ الاسلامي عامة، ففيه من المنافع و المواقف التي قد تغير حياتك و تصرفاتك بطريقة عجيبة.
انّ الجهل يفعل فعلته في المجتمعات العربية، ويفعل الجهل بصاحبه ما لا يفعله العدو بعدوه، اننا مسلمون وعلينا ان نحب بعضنا ونرضى الخير لبعضنا.
الحقد والعنف و الحسد والقتال بيننا لن ينفعنا ابدا، فان نحن لم نعن بعضنا وكنا كالبنيان المرصوص، فمن ذا الذي سوف يعيننا مثلا؟.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
ايّاكم ان تكونوا من الذين لا يحبون لاخوانهم ما يحبون لانفسهم.
ايّاكم ان تكونوا من المتكبرين.
ايّاكم ومقاتلة بعضكم وكره بعضكم مهما كان الامر.
اعفوا واصفحوا، احبوا واعينوا، انصحوا وتناصحوا ♥
اخوكم عبدالله :-)