العودة إلى المستقبل: الثلاثي المَرِح
– ربيع 2013 –
سيف -يصرخ من قلب الملعب-: هنا! أنا هنا! مرر لي الكرة!
كايتو: حسنًا سأمررها لك يا سيف، خذها!
إنها آخِر دقائق من مباراة لتصفية اللاعبين الممثلين لفريق النسور في المدرسة المتوسطة، سيتم إختيار الطلاب الموهوبين ليمثلوا فريق النسور ومدرستهم. مَررَ كايتو بكامل قوّتِه الكرة لسيف، كان هدف مؤكّد، موقع سيف ممتاز ليسجل هذا الهدف ويُصبح لاعب رسمي لفريق النسور.. فجأة خَطَفَ أحدَهُم الكرة بسرعةِ البرق، لم يستوعب أحد شيئًا مما حدث إلا بعد أن اخترقَت الكرة المرمى بقوة وسرعة وإحترافية
سيف: ما هذا.. ما الذي حدث؟!
كايتو: يستحيل.. كيف إستطاع أخذ الكرة بعد أن مررتها فوراً!
صَرَختْ سيرا من مدرجات الملعب: جهااااد!
كايتو: ماذا.. كيف.. لم يلعب معنا قطْ والآن استطاع التسجيل بكل سهولة!
سيف: أنت.. ألم تعرف أنها مُرِرَت لي؟
جهاد: آه آسف، لم أتمالك نفسي وركلتها دون أن أستوعِب
غَضِب سيف كثيرًا، كان يتدرب ويعمل بلا كِللٍ أو ملل لأشهر حتى يتم اختياره كلاعب رسمي في فريق المدرسة: فريق النسور. بالطبع لاحَظ فريق التقييم اللاعب جهاد رغم أنها أول مرة له، لكن هذه التسديدة كانت كافية حتمًا لاختياره كلاعب في فريق النسور.
كايتو: صديقي لا تقلق، أعلم أن ما حدث مثير للغضب لكن صدّقني لن يضيع تعب الأشهر الماضية فقط لأنك لم تسجل هدف في آخر مباراة
سيف: لكنّي تدرّبت كثيرًا لهذه اللحظة وكل شيء كان يسير كما خَططت، لماذا سرق الكرة مني.. لقد أفسد كل شيء
كايتو: ثِق بي، سنلعب جميعًا لدى فريق النسور بإذن الله
مَضت الأيام وحان وقت إعلان اللاعبين المُرشحين لتمثيل المدرسة في فريق النسور
مدير المدرسة: حسنًا كما تعلمون، في المباراة الأخيرة اكتشفنا لاعب جوهري في مدرستنا وبالطبع يجب أن يكون ضمن الفريق الممثل لمدرستنا، جهاد سيكون أحد اللاعبين.
كان القلق واضحًا على سيف، كان يشعر وكّأنه تمت سرقة مكانه في الفريق
سيرا: لا تقلق.. ستكون أحد اللاعبين
أكمل المدير إعلان أسماء اللاعبين والذي كان من ضِمنهُمْ كايتو، تبقى آخر لاعب ليعلن إسمه
مدير المدرسة: حسنًا، أخيرًا وليس آخرا، سيف سيكون في خط الدفاع. هكذا اكتمل منتخب المدرسة، وسنبدأ التدريبات بحلول الأسبوع القادم بحولِ الله.
كايتو: أرأيت؟؟ أخبرتك بأنك ستكون أحد اللاعبين!
سيف: آه حقًا، حمدًا لله لم يحدث ما توقعْته
جهاد: مبارك لك يا سيف، دعنا نبذل جهدنا!
سيف -بإشمئزاز-: آه، بالتأكيد
بدأ الفتيان تدريباتهم في ملعب المدرسة بجد وإجتهاد، وبشكل غريب أصبح جهاد وسيف وكايتو أصدقاء من بعد العداوة، كانوا دومًا يحفزون الفريق ويُلْقون النكت لتغيير جو الفريق، حتى أصبحوا معروفين باسم "الثلاثي المَرِح"
سيرا: جهاااد سيف كايتو تعالوا إنه وقت الغداء
جهاد: من يصل أخيرًا سينظف الملعب اليوم!
كايتو: مهلًا أيها الغشاش، ركضت أولًا!
سيف: أنا قااااادم استعد للتنظيف كايتو
كايتو: يا لكما من غشاشَيْن.. وإن يكن -_-
– شتاء 2013 –
جهاد: سيف ماذا تفعل لوحدك هنا في هذا الصباح الباكِر؟
سيف: آه كما تعلم، مباراتنا ضد كلية زيريا اقتربت وأنا قلق نوعًا ما..
جهاد: لماذا تستبق الأحداث يا صديقي؟ إن فُزنا طلبنا المزيد، وإن خسِرنا الكَرَة نُعيد!
كايتو: هاااا ما الذي تفعلونه في هذا الوقت بدوني!!!
سيف: اهدأ اهدأ لقد التقينا باكرًا صدفة -.-
كايتو: صدفة إذاااا؟ -هجم كايتو على سيف وبدؤوا عراكهم العَفوي المعتاد-
جهاد: آخ هذا لا يبشر بالخير، توقفوا يا رفااااق
سيرا: أووه لقد أتيتم باكرًا! ما رأيكم أن نتناول الافطار أولًا؟
سيف: هاها بالتأكيد في هذا الجو البارد يمكنني أن أتناول الافطار ثلاث مرات
جهاد: اوهووو سأسبقكم
كايتو: لن تصل قبلي!
سيف: يا رفااااق انتظروني أنا قاااادم
سيرا: آه لا يُصَدق.. كانوا يبغضون بعضهم بالأمس والآن لا يستطيعون الفراق للحظة يالها من صداقة ^^"
مرّت الأيام وها قد أتى اليوم الموعود، إنها مباراة فريق النسور ضد كلية زيريا..
معلق المباراة: أهلًا بالجميع كبارًا وصغارًا في هذه المباراة المُفعمَة بالتحدي، وأخيرًا فريق النسور ضد كلية زيريا والتي يكون قائدها هيروتو أسطورة كرة القدم! أتمنى التوفيق لكِلا الفريقين
سيرا: ياله من معلق سخيف، لماذا يذكر سيرة هيروتو الآن؟!
سايا: ألم تستوعبي ذلك؟ إنه يريد أن يوَتِّر الفتيان بشكل واضح..
أطْلق الحَكَم صافرة بِدءْ المباراة، بعد عدة دقائق فقط سجَّل فريق كلية زيريا أول هدف
كايتو: آه، إذاً هذا هو هيروتو..
جهاد: حقًا، أعترف أنه رائع لكن لا أستطيع السماح له بالفوز
سيف: نحن لها، لنفعلها يا أصدقاء:
جهاد وكايتو: لنفعلها!
مضى الشوط الأول بنتيجة 2-0 لصالح كلية زيريا، والتشاؤم باتَ واضحًا بين لاعبي فريق النسور
كايتو: أشعر بشعور سيء تجاه هذه المباراة..
سيف: لا تكُن كذلك كايتو.. يجب أن نُبَدِد غيوم التشاؤم ونَشُّد أواصِر التلاحم.. نحن لها يا رفاق
جهاد: هذا هو سيف الذي أعرفه! نحن لهااا
انتَصَف الشوط الثاني بنفس النتيجة، حاول الثلاثي التسديد عدةَ مراتٍ لكنها باتت بالفشل
جهاد: رفاق.. حان الوقت
كايتو: أأنت جاد؟ هنا؟ الآن؟
سيف: ألا ترى خطورة الموقف يا كايتو؟ لنفعلها..
معلق المباراة: يا إلهي انظروا لفريق النسور يتقدم بقوة مذهلة تجاه شباك مرمى كلية زيريا! اللاعب جهاد ي- يطير؟!
سيرا: إذًا سيفعلونها الآن.. هل سينجحون؟
قفز جهاد بحوزته الكرة وقفز معه سيف، صرخ جهاد "ركلة" ومرر الكرة لسيف، استلم سيف الكرة وأكمل "الثلاثي" ومررها لكايتو الذي كان يركض متجهًا نحو مرمى زيريا، استلم كايتو الكرة وركلها بقوة تجاه المرمى صارخًا "كيد"
هيروتو: ماذا؟؟؟ ما هذا أيعقـ-
معلق المباراة: هدف هدف هددددددف سجل فريق النسور أول أهدافه ضد كلية زيريا! ركلة الثلاثي كيد؟ يالها من قاتلة!
سيرا: حمدًا لله فعلوها أخيرًا! لم تذهب كل تلك التدريبات سُدًا!
جهاد: رفاااق لقد فعلناها
كايتو: آه ارتفعت معنوياتي كثيرًا، من الافضل أن يستعد ذلك المدعو هيروتو
أكمل الفريق المباراة وقد سدد هدفين آخرين باستخدام نفس التقنية "ركلة الثلاثي كيد" وانتهت المباراة بنتيجة 2-3 لصالح فريق النسور
جهاد: سيف!
سيف: لقد.. لقد فزنا!
كايتو: لا أصدق!
جهاد: فزنا!
سيرا: مبااارك لكم رفاق!!!! لقد فعلتموها في النهاية وكنت أعرف أنكم ستفعلونها في كل الأحوال
هيروتو: لعبة جيدة..
جهاد وسيف وكايتو: لعبة جيدة!
عاد الفريق فِرحين إلى مقر الفريق ليحتفلوا بهذا الإنجاز
مدرب الفريق: مبارك فوزكم يا رفاق، مع العزم لا محال! أنتم الآن ضمن أقوى فرق المدارس على مستوى الوطن! وبهذه المناسبة.. أعددت لكم وليمة هذه الليلة
جهاد: حقاااا هذه أفضل جائزة على الاطلاق!
سيف: هل يوجد كشري؟ أين الكشري؟ هل جهزتموه؟
كايتو: هذا الفتى مهووس الكشري هههه
تناول الفريق الوليمة، وقضى الثلاثي المرح أفضل الاوقات معًا. اللعب، والدراسة وتناول ما لذَّ وطاب؛ هكذا قضى الثلاثي المرح مع صديقتهم سيرا أيامهم حتى تخرجوا من المتوسطة..
– صيف 2014 –
جهاد: آخ لا أصدق أننا سنصبح طلاب ثانوية الفصل الدراسي القادم!
كايتو: حقًا، وكأنني بالأمس كنت في كامل حماسي للمرحلة المتوسطة.. مضى الوقت بسرعة
سيرا: سيف؟ لماذا تبدو محبطًا هكذا
سيف: في الواقع يا رفاق لدي شيء يجب أن أخبركم إيّاه
جهاد: لماذا تبدو بهذه الجدية أنت تخيفني..
سيرا: آه تقصد ذلك، يجب أن تخبرهم يا سيف..
سيف: أنا لن أكمل الثانوية معكم..
كايتو: ماذا؟ هذا ليس وقت المزاح أيها السخيف
سيف: سينتقل والداي إلى العيش في فرنسا ويجب أن أذهب معهم.. وأعتقد أنني سأكمل دراستي للمرحلة الثانوية هناك
كايتو: أنت.. لا يبدو أنك تمزح
سيرا: آسفة لأنني لم استطع اخباركم أنا الأخرى، كان الخبر صادمًا بالنسبة لي
كايتو: لكن ستزورنا في العطلات يا سيف، أليس كذلك؟
سيف: نعم بالتأكيد، سأحاول زيارتكم كلما سنحت لي الفرصة
سيرا: جهاد هل أنت بخير؟ أنت تقلقني بعض الشيء
جهاد: آه نعم أنا بخير، آه سأنتظرك يا سيف
سيف: حمدًا لله، ظننت أنك ستغضب لأني لم أخبرك ذلك سلفًا، آسف يا صديقي لكني حقًا لم استطع أن أفعل ذلك
كايتو: مرحبًا أنت تعلم أنني هنا أيضًا أليس كذلك؟ -_-
سيف -يضحك-: نعم نعم لدي عينان، أراك جيدًا
جهاد: إذًا سوف أذهب للمنزل الآن.. أراكم لاحقًا يا رفاق
سيرا: آه حسنًا، أراك لاحقًا جهاد
سافرَ سيف إلى فرنسا، ووعد جهاد وكايتو أن يأتي في العطلات ليقضيها معهم. لكنه بشكل غير متوقع، إنقطع التواصل مع سيف فورَ سفره لفرنسا، لم يستطع جهاد وكايتو أن يصلا إليه.
– ربيع 2017 –
كايتو: يا صديقي هل تصدق أننا على صدد التخرج من الثانوية الآن؟
جهاد: آه، مضى الوقت سريعًا.. بالمناسبة هل سمعت أي شيء عن سيف أو سيرا؟
كايتو: على الإطلاق، اختفوا تمامًا
جهاد: لماذا قال بأنه سيعود ولم يعد مرة واحدة حتى.. وسيرا اختفت دون قول أي كلمة
كايتو: حقًا.. معك حق. في النهاية لم يتبقى إلا أنا وأنت
مرت السنين وقد أصبح جهاد وكايتو في الجامعة وكلاهما يدرسان الهندسة الميكانيكية، وحتى الآن لا يوجد أي خبر عن سيف او سيرا.
– خريف 2024 –
ذهب جهاد ليزور ملعب مدرسته المتوسطة كالعادة ليتذكر ذكريات الثلاثي المرح الجميلة وصديقتهم سيرا. وبينما كان جهاد جالسًا كعادته في الملعب يتذكر تلك الأيام الجميلة، إذا به يلمح فتاة في أقصى الملعب جالسةً لوحدها. إقترب جهاد من الفتاة بتردد ليعرف من هي، فعلى مدار السنين الماضية كان الملعب مهجورًا تمامًا.
جهاد: المعذرة.. لماذا تجلسين هنا لوحدكِ؟
رفَعَتْ الفتاة رأسها لترى من الشخص الذي أتى نحوها، واستمرّت بالتحديق فيه بشكل غريب.
"هل.. أنت جهاد؟" قالت الفتاة.
جهاد: آه نعم، هل أعرفك؟
"لا.. لا عليك. يجب أن أذهب الآن" ردّت عليه.
مضت الفتاة في طريقها وإذْ بجهاد يصرخ خلفها مناديًا لها: "سيرا!"
جهاد: أنتِ.. سيرا صحيح؟
سيرا: لا أعرف عمّا تتحدث..
جهاد: نعم إنها أنتِ! هذه طريقتك في الكلام والتي أميّزها جيدًا. لم تتغيري إطلاقًا.. أنا متأكد هذه أنتِ، سيرا..
سيرا: آه لقد كشفتني، نعم هذه أنا.. أنا آسفة لأنني اختفيت من غير سابقِ إنذار.. إنتقلت عائلتي إلى مدينة أخرى ولم أتمكن من مصارحتك أنت وكايتو، كنتما حزينَيْن على خبر مغادرة سيف وقد صعّب هذا الأمر عليَّ إخباركما أنني سأنتقل أيضًا
جهاد: لا.. لا عليكِ لا بأس، المهم أنكِ عدتي الآن! آه.. كايتو، يجب أن أخبر كايتو.. آه مهلًا، كيف أستطيع التواصل معك؟ أين يقع منزلكم الآن؟ هل يمكن أن تبقي هنا أكثر؟
سيرا: هدّئ من روعك جهاد، لا تقلق لن أختفي مرة أخرى. عدنا إلى هنا وستستقِّر عائلتي هنا مجددًا، لن أذهب لمكان آخر
جهاد: آه، حمدًا لله هذا مطمئن! دعينا نذهب لكايتو سيفرح حتمًا!
ذهبت سيرا ومعها جهاد إلى كايتو والذي بدورِه هو الآخر صُدِم كثيرًا وسُعِد كثيرًا لعودة سيرا. أمضى الأصدقاء الليل بأكمله يتحدثون عمَّا حدث في غياب سيرا بلا ملل، مضت عشرة سنوات منذ غيابها.
جهاد: أشعر وكأن سيرا كانت بالماضي وعادت إلى المستقبل، لست أستوعب ما حدث حتى الآن
كايتو: هاا كيف تعود إلى المستقبل؟ ما هذا الكلام الفارغ -_-
جهاد: بالمناسبة سيرا.. هل سمعتِ أي شيء عن سيف؟
سيرا: كنت على تواصل معه لكنني لم أحادثه منذ أربعة سنوات.. فقدت الإتصال معه
جهاد: لكن لماذا لم يحدثنا؟ هل تتذكرين أين يسكن؟ أو رقم هاتفه؟ أي شيء..
سيرا: آسفة جهاد لست أتذكر حقًا.. لم أستطع التواصل معاه منذ ذلك الحين بالفعل.. لكن تحدثنا عنك كثيرًا أنت وكايتو، أخبرني أنه يفتقدكم ويفتقد أيامه معكم
كايتو: تلك الأيام كانت خاصة بالفعل، كانت مواضيعنا لا تنتهي
جهاد: آه.. إذًا سيف لا ينوي العودة
سيرا: سيعود يومًا ما، لا تقلق
جهاد: لكنه مختفي تمامًا ولم يحاول حتى أن يعود لملعبنا على الأقل، كيف يمكن تفسير ذلك؟!
كايتو: حقًا، اختفى هذا السخيف ولم يترك أي أثرٍ خلفه..
مضى عام 2024، وبدأ عام 2025، ولم يَعُدْ ثالِث الثلاثي المرح: سيف حتى الآن.. ولكن جهاد وكايتو وسيرا جميعهم لا يزالون بإنتظارعودته.
–
جميعنا بإنتظار عودتك سيف الاسطوري..
شكرًا لقراءتكم حتى الآن.. هذه مشاركتي المتواضعة في مسابقة صانع القصة الكبرى مع المشرفة كراميلا ^^ نسبة كبيرة من القصة واقعية ونهايتها لا تزال مفتوحة حتى الآن، ستكتمل فقط حين عودة الصديق سيف الاسطوري.. يومًا ما بإذن الله
الشخصيات:
جهاد: جهاد الاسطوري - same10
سيف: سيف الاسطوري - same300
سيرا: سيرا ماسومي - sira.masoumi
كايتو: كايتو كيد الساحر - senshei
سايا: سايا كورويامي - youki009